منذ أيام خرجت إلى حديقة المنزل مساءً وكانت الشمس قد أخذت طريقها إلى المغيب والجو خريفي معتق برائحة ورق الشجر المتساقط فتبادرت إلى ذاكرتي صورة حارتنا القديمة بحلتها الخريفية ورأيتنا فيها مجتمعين على لعبة "الحضار جزار" . حقاً لا أستطيع تذكر صورة الحارة في الخريف دون أن أتذكر هذه اللعبة; تماماً كأنها علامة من علامات الخريف مثل هجرة الطيور واصفرار أوراق الشجر.
بعد مدة من السرحان مع تلك الذكريات انتابتني رغبة شديدة للعودة إلى تلك اللعبة مرة أخرى ولو لمباراة واحدة اعتزالية -إن صحت التسمية- .جمعت أخواني الصغار وسألتهم عنها فإذا بهم لا يعرفونها ..معقول؟! "ماذا تلعبون إذاً ؟" أردت أن أسألهم ولكني أعرف الإجابة، فقلت لهم : طيب تعالوا أعلمكم عليها ، أحضرنا الأدوات اللازمة وشرحت لهم طريقة اللعب وحاولت تحفيظهم الكلمات المستعملة في اللعب ثم يئست من ذلك فلعبنا جولة افتتاحية اكتشتفت فيها أني على وشك أن أنسى نصف قواعد اللعبة.
بعد يومين دعاني أخي لألقي نظرة على الشارع فإذا أخي الصغير قد جمع أولاد الحي يعلمهم على هذه اللعبة الجديدة الفريدة! وبحكم أنه لم يصبر حتى يتعلم مني اللعبة على أصولها فقد أخذ يختلق قواعد للعبة من عنده وكما يوافق هواه ، ويبدو أن الأولاد شعروا بالمؤامرة فتركوا له لعبته وعادوا إلى كرة القدم التي لا يعرفون غيرها.
رغبة في استعادة ذكريات تسالي الطفولة وألعابها التي لا تنسى قررت أن أشارككم هذه التدوينة :)
كلماتكم